فن المغرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اخبار الراي

اذهب الى الأسفل

اخبار الراي Empty اخبار الراي

مُساهمة من طرف adam21 الأحد أكتوبر 28 2007, 10:29

عندما تتبنى الموسيقى آلام الشباب وأحلامهم
' الراي' الأغنية التي أسرت قلوب الملايين
اخبار الراي 08032007-20919-0
الشاب خالدِِ صدر الراي الى الخارجِِ فأضحى بفضله موسيقى عالمية
28/10/2006 لا يعدو ان يكون تعبيرا دارجا في الجزائر، تتخلله احيانا بعض المصطلحات الفرنسية واحيانا اخرى تعابير ولدتها الازمة الامنية والاقتصادية.لا يفهمه غير الجزائريين، الا ان موسيقاه احدثت ثورة عالمية، استقطبت الشباب من كل الاعراق والاجناس.انطلق رسالة عاطفية وانتهى الى كواليس السياسة والسياسيين، كاشفا كل اشكال الفساد والقمع والضغط الاجتماعي ووو،.. فكان نارا فضحت التجاوزات وسوطا عرى القمع واغتيال الحقيقة، عبر ملايين الاشرطة السمعية والاقراص المضغوطة وفي الكثير من علب الليل، التي احتضنت هذا النوع من الغناء في بداياته، قبل ان تتلقفه مختلف فئات المجتمع، في رحلة بحثها عن قارب للنجاة من الفقر والتهميش والفساد السياسي والوضعيات المتردية لملايين من الشباب، اضحت 'اغاني الراي' بلا منازع، مهدئهم ومسكن الامهم النفسية.
سليمة لبال:
لم أكن أبدا اطيق الاستماع الى اغاني 'الراي'، حتى اني لم اكن ابذل مجهودا لفهمها او سماعها، ذلك انها كانت من الممنوعات وتعني الانسلاخ لارتباطها الوثيق بالرذيلة، مثلما قد افهمونا في نهاية الثمانينيات وكنا صغارا ايام ذاع صيتها من عمق مدينة وهران في الغرب الجزائري.
واتذكر اني كنت كثيرا ما اتشاجر مع اخوتي، لما كانوا يعمدون الى رفع صوت جهاز التسجيل اثناء الاستماع لاغاني الشاب خالد او الشاب مامي او بلال وغيرهم، وكأنهم يريدون التعبير بصوت مرتفع عن رفضهم لوضعية ما، وسخطهم على سلوكيات معينة، ولم انتبه إلى هذه الكلمات والموسيقى، الا بعد ان وجدتني وحيدة، لا شيء معي غير اقراص مضغوطة لمجموعة من مغني 'الراي'، كنت مضطرة إلى سماعها، بل ومجبرة على الاجتهاد لفهم كلماتها ومقاصدها لاني لا املك غيرها ، بعد ان نصحني احد الاصدقاء باستقدام عدد منها وانا اهم بمغادرة الجزائر ، فكانت رفيقة دربي ولا تزال.
انفجار قنبلة 'الراي'
ضيقت الدولة الجزائرية على هذا النوع الجديد من موسيقى الراي، التي بقيت الى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، تقليدية يؤديها الشيوخ في الغرب الجزائري فقط، الى درجة ان غالبية الاشرطة بإيقاعها الجديد، كانت تسجل وتوزع بصفة سرية في المدن الغربية، لتنتشر بعدها الى باقي ارجاء البلاد، وسط رقابة ، سارعت الى اغلاق كل الابواب على كل من ركب موجتها، سواء في الاذا عة او التلفزيون، اللذين لا يزالان الى اليوم حكرا على الدولة، التي تحكم قبضتها على قطاع الاعلام السمعي البصري..
وما ان عصفت رياح التغيير في الجزائر باسم التعددية الحزبية او الاعلامية، حتى سطع نجم الكثيرين ممن اسسوا لهذا النوع، الذي قاده المغني بلمو مسعود برائعته 'الزرقاء وانا' والتي تعني 'السمراء وانا' ليتوالى جيل مامي وخالد ورشيد طه وفضيل وكلهم سرقوا قلوب الملايين واسروا عقول الشباب الذين لم يجدوا غير هذه الموسيقى للتنفيس عن مكبوتاتهم والتعبير عن احاسيسهم في جو طبعته الكثير من الاشجان والدموع.
الإرهاب يغتال ملك الحب
كان الشاب حسني وما يزال معشوق الجماهير بروائعه التي لم يخفق لها قلبي الا أخيرا وانا اتأمل كلمات اغانيه وموسيقاه التي اثلجت صدور الشباب على مدار سنوات الازمة، فكانت ملاذا لهم وغالبيتهم منهكون من فرط الصراع المحموم، الذي اودى بحياة أكثر من مائة الف جزائري.
ادركت أخيرا ايضا اسباب تهافت الاصدقاء والصديقات على آخر انتاجات الشاب حسني، الذي باغتياله يوم29 سبتمبر 1994، اغتيل صوت الحب النابع من عمق الازمة الجزائرية.
غنى حسني لمحبوبته 'ملوكة' ولابنه 'عبد الله' وغنى عن الحب المجهض بسبب الفقر والحاجة وعن طفولته البائسة في 'قمبيطة' احد اقدم احياء وهران، الذي شهد صباه وشبابه الذي كرسه لايقاد شعلة الحب في نفوس شباب مضطهد، يبحث عن صدر حنون، يبث فيه الامان.
صوره ملأت المحال مثلما ملكت كلماته ملايين القلوب، فلا احد من الجزائريين لا يحفظ عن ظهر قلب رائعته 'راني خليتهالك امانة، تهلا فيها ما تغدرهاش' وتعني 'تركتها لك امانة فصنها ولا تغدر بها' والتي كانت بمثابة الاغنية التي ودع فيها حبيبته 'ملوكة' واستبق فيها الاحداث مبشرا بقرب نهايته. هذه النهاية التي ادرك فيها المحبون انهم خسروا ملاك الحب، الذي استأنسوا بصحبته طيلة سنوات الجمر بعد ان طالته يد الارهاب الاعمى.
الحب ينسحب أمام العنف لم تتطرق أغاني 'الراي' إلى الحب فقط ولكنها عبرت عن احلام الشباب في ان يكونوا جنرالات مثلا، حتى تفتح الابواب امامهم، مثلما يغني الشاب عقيل، الذي يؤكد في احدى اغانيه الجديدة ان تناوله للكيروزين، ليس بإمكانه ان يطفئ النار التي في داخله من فرط التهميش والمعاناة، في صورة مؤلمة، تعكس واقع الملايين من الشباب الذين تغيرت لغتهم ، بعد ان دخلت عليها مصطلحات غريبة، تم استيرادها في زمن الازمة من هنا وهناك، فاتخذت لها لكنة عامية، روجتها اغاني الراي مثل 'التشيبة' وتعني الرشوة و'شريكي' وتعني صديقي و'البقار' وتعني ثري الازمة و'انتيك' وتعني جيد وحتى كلمات الاغاني طبعت عليها الصبغة الدامية ك'راني مدمر' وتعني انا منهك و'نرهج العمر على جالها' اي اسمم نفسي من أجلها.
حتى الحب تملكه العنف في زمن العنف، وصارت القوة اللفظية هي السبيل الوحيد للتعبير عن شعور 'نبيل' تجاه المحبوبة، كأن يقول المغني 'نحط راسي في الراية' أي اضع رأسي على السكة الحديد من اجل عيونك، و'نقطع الباسبور على جالك' اي اقطع جواز السفر من اجلك وغيرها من الجمل العنيفة لفظيا، لكنها في واقع الامر تعبر عن احساس مرهف دمرته الظروف فانقلب على هذه الشاكلة، لتنسحب مرادفات الحب تاركة المجال لمصطلحات اخرى اكثر دموية وقسوة ك'عليك راني مباسي' وتعني 'من اجلك انا مدان بالموت' و'نروح نقاجي على جالك' وتعني 'اتجند لأجلك في الجيش'، و'هاك البيا وتي ري عليا، فرغي كل الرصاص ولا هاكي الكلاش في صدري طرطقيه' وتعني 'خذي المسدس وافرغي كل رصاصاته وان لم يكف، فعليك بالرشاش، 'وأنا الرعدة وإنت البرق' ومعناها 'انا الرعد وانت البرق'، في كناية عن التلازم بين هاتين الظاهرتين الطبيعيتين.
.. والحب عيب! لقد دمرت السنوات الدامية في تاريخ الجزائر، اجمل اللحظات وانبل العبارات، فما عاد الواحد يجرؤ حتى على قول 'احبك'. وعلى الرغم من ان لهذه المفردة العديد من المرادفات في اللغة الدارجة الجزائرية ك'نبغيك' و'نحبك' و'راني طايح فيك' فإنها لم تعد مستعملة اطلاقا، بل فقدت معناها. لقد صار الحب عيبا في زمن هيمن فيه صوت الرصاص، ومن لا يريد لغير الرصاص ان يصلح للتعبير عما يمكن ان يجيش في الخاطرمن مشاعر صادقة تجاه الاخر؟!
صورة أخرى 'للراي'
وان كان ما سبق يقدم صورة جميلة عن هذه الموسيقى التي اخرجت الموسيقى الجزائرية والمغاربية وحتى العربية الى العالمية، بعد ان صار روادها يغنون في اكبر القاعات الاوروبية والاميركية، ويحصدون اكبر الجوائز ويحتلون صدارة المبيعات، وان كان ذلك صحيحا، فان موسيقى 'الراي' حملت، هي الاخرى، بين ضلوعها نموذجا من الاغاني الهابطة التي سوقتها علب الليل، فكانت كلمات هذا النوع من الأغاني، تعكس الوضعية المنحطة التي آل إليها بعضنا بسبب الازمة وما نتج عنها من مآس، دفعت العديد من المغنين إلى الهروب الى فرنسا خوفا من الاغتيال، خصوصا بعد اغتيال الشابين حسني وعزيز.كانت الدعوة صريحة الى الهروب ايضا من الواقع واكتشاف عوالم اخرى قد توفرها العربدة على طاولات البارات.
ولعل اقدم شيخة 'للراي'، مختصة في هذا النوع من الغناء الماجن، الذي لا يعترف بحدود ولا عفة، هي الشيخة 'الريميتي' التي يحكى ان اسمها مشتق من لفظة 'روميتي' بالفرنسية اي اعادة الوضع، واطلق عليها المهاجرون هذه التسمية بعد ان كان العديد منهم يصرون على اعادة سماع اغانيها من خلال اعادة وضع شريطها على المسجلة، فكانوا يقولون 'روميتي'، لتصبح منذ ذلك الحين ريميتي حتى وفاتها العام الماضي عن عمر يناهز السبعين سنة.
ليست الريميتي وحدها الرائدة في هذا النوع من الغناء الفاضح، فهناك الشابة خيرة، والشابة الزهوانية التي استفادت العام الماضي من دعوة للحج هدية من الرئيس بوتفليقة، لكنها سرعان ما عادت الى عادتها القديمة، إضافة إلى عدد من الشباب الذين ماعادت الكلمات تهمهم ولا اللحن بقدر ما يهمهم المال، فصاروا يرصون الكلمات رصا ويركبونها على موسيقى شرقية واخرى فرنسية، لتنتهي في الاخير شريطا، يقال انه شريط 'راي'، يستفيد عكس السابق، من قدر وافر من الترويج اعلاميا في الصحف او قناة 'البهجة' الاذاعية وهي محطة اذاعية محلية، لا تهتم بغير جديد الاغاني الجزائرية وتستعمل في الترويج لغة خليطة لا هي بالعربية ولا الفرنسية ولا العامية الجزائرية!

اخبار الراي ChabHasni
اخبار الراي Bilal07

adam21
مدير
مدير

عدد الرسائل : 89
تاريخ التسجيل : 21/09/2007

https://fanalmaghrib.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى